يوجد العديد من الإختلافات بين المؤسسة الفردية والشركة وفي هذا المقال سوف نلقي الضوء على توضيح الفارق بين المؤسسة الفردية والشركة من حيث التعريف والتأسيس والملكية والتمويل والمسؤولية.
المؤسسة الفردية يقوم بتأسيسها شخص واحد وتكون ملكيتها لهذا الشخص، فيكون هو المالك الوحيد للمؤسسة وصاحب القرار الأول والأخير في شؤونها المختلفة، ولا تمتلك المؤسسة الفردية شخصية قانونية مستقلة عن شخصية مالكها، لذلك لا يمكن للمؤسسة إقامة الدعاوى القضائية بإسمها إنما يكون ذلك بإسم المالك وكذلك لا يمكن إقامة الدعاوى عليها وإنما يكون ذلك على مالكها أيضاً.
كما أن المؤسسة الفردية لا تمتلك ذمة مالية مستقلة عن ذمة مالكها، وتكون كافة التعاملات المالية للمؤسسة بإسمه الشخصي، كما لا يمكن فصل أموال المؤسسة عن الأموال الخاصة لمؤسسها، وبالتالي يكون مالك المؤسسة الفردية هو المسؤول عن ديون المؤسسة والتزاماتها المالية في مجموع أمواله الخاصة.
ومن ذلك يتضح أن مالك المؤسسة هو الشخص المسؤول بشكل مباشر عن تمويل المؤسسة من حيث رأس المال اللازم، وكذلك يقع على عاتقه المسؤولية الناتجة عن إلتزامات المؤسسة تجاه الغير، بالإضافة إلى تحمله كافة الخسائر المالية بمفرده.
كما أن مدة المؤسسة الفردية محدودة بعمر مالكها، أي أن عمل المؤسسة ينتهي بموت المالك، أو ربما يستمر نشاط المؤسسة من خلال الورثة، وفي هذه الحالة تخرج عن كونها مؤسسة فردية ويتم تحويلها إلى شركة إذا كان هناك عدد من الورثة.
أما الشركة فيقوم بتأسيسها شخص أو مجموعة من الأشخاص، وكل واحد من الشركاء يساهم في رأس المال بتقديم حصة من مال أو عمل لاقتسام ما ينشأ من هذا المشروع من ربح أو خسارة، وتقسم ملكية الشركة على الشركاء بحسب نسبة الحصص التابعة لكل منهم، فمن يمتلك حصصاً أكثر في الشركة يكون له تأثير أقوى في اتخاذ القرارات المتعلقة بشؤونها المختلفة.
وتوجد أنواع مختلفة من الشركات مثل شركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة المحاصة وشركة المساهمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة والشركات المهنية، حيث يتميز كل نوع بعدد من الخصائص والمميزات، فنجد أن الشركة يكون لها شخصية قانونية مستقلة عن شخصية الشركاء وبالتالي يمكن لها إقامة الدعاوى القضائية بإسمها، كما يمكن للغير إقامة الدعاوى على الشركة باسمها كذلك.
وللشركة ذمة مالية مستقلة عن ذمة باقي الشركاء وبالتالي تكون كافة التعاملات المالية بإسم الشركة وتكون الشركة وحدها هي المسؤولة عن الديون والالتزامات المترتبة عليها، ولا يتحمل الشركاء فيها مسؤولية عن تلك الديون والالتزامات في أموالهم الخاصة، وتوزع الخسائر والأرباح على الشركاء بمقدار نسبة حصة كل شريك في رأس مال الشركة.
ويمكن للشركاء أن يتفقوا فيما بينهم على أنه في حالة وفاة أحد الشركاء تستمر الشركة بين الآخرين، كما يجوز إستمرار الشركة مع ورثة الشريك المتوفى إذا اتفقوا على ذلك.
ويتضح لنا مما سبق أن الشركة تحظى بالعديد من المزايا بالمقارنة مع المؤسسة الفردية، لذلك يمكن لصاحب المؤسسة الفردية الإستفادة من كافة هذه المزايا بتحويل مؤسسته إلى شركة، وكذلك رائد الأعمال المُقبل على تأسيس مشروع تجاري يمكنه أن يتخذ لهذا المشروع شكل من أشكال الشركات فإن ذلك يدعم وضعك الائتماني إذا كان في مخططك الحصول على تمويل أو قرض، حيث أن للشركة ذمة مالية مستقلة عن ذمة الشركاء لهذا يصبح الوضع الإئتماني لها أفضل وبالتالي فرص حصولها على تمويل أو قرض تكون أعلى، أما المؤسسة فلا تتمتع بذمة مالية مستقلة لذلك يعطى القرض أو التمويل لصاحب المؤسسة مباشرة، هذا بالإضافة إلى وجود المزيد من الفرص المتاحة للشركة في تحقيق النمو من خلال إبرام الصفقات مع الجهات التي تفضل التعامل مع الشركة ولا تفضل التعامل مع المؤسسة الفردية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عضو مستشارك للأعمال القانونية والضريبية
للتواصل : 8274291 – 011
المصدر / صحيفة درة الاكترونية رابط